قوله تعالى: {تبارك} قد شرحناه في [الأعراف: 54] والفُرقان: القرآن، سمي فُرقاناً، لأنه فُرق به بين الحق والباطل.والمراد بعبده: محمد صلى الله عليه وسلم، {ليكونَ} فيه قولان:أحدهما: أنه كناية عن عبده، قاله الجمهور.والثاني: عن القرآن، حكاه الماوردي.قوله تعالى: {للعالَمِين} يعني الجن والإِنس {نذيراً} أي: مخوِّفاً من عذاب الله.قوله تعالى: {فقدَّره تقديراً} فيه ثلاثة أقوال.أحدها: سوَّاه وهيَّأه لما يصلح له، فلا خلل فيه ولا تفاوت.والثاني: قَدَّر له ما يُصلحه ويُقيمه.والثالث: قدَّر له تقديراً من الأجَل والرِّزق.ثم ذكر ما صنعه المشركون، فقال: {واتَّخَذوا من دونه آلهة} يعني: الأصنام {لا يَخلُقون شيئاً وهم يُخلَقون} أي: وهي مخلوقة {ولا يَمْلِكون لأنفسهم ضَرّاً} أي: دَفْع ضرّ، ولا جَرّ نفع، لأنها جماد لا قُدرة لها، {ولا يَمْلِكون مَوْتاً} أي: لا تملك أن تُميت أحداً، ولا أن تحيي أحداً، ولا أن تبعث أحداً من الأموات؛ والمعنى: كيف يعبُدون ما هذه صفته، ويتركون عبادةَ من يقدر على ذلك كلِّه؟!